موقفك الداخلي

توقع اللاشيء فأنت سوف تجد اللاشيء
توقع الكثير فأنت سوف تجد الكثير
العالم قاسي وكئيب إذا أكدته بداخلك على هذا النحو فقط... موقفك الخاص من الحب هو ما سيظهر في حياتك كتجارب عاطفية تؤكده.

الأشخاص المتفائلين يحظون بحياة تؤكد تفاؤلهم
الأشخاص المكتئبين يحظون بحياة تؤكد اكتئابهم
تُساعد الحياة الإنسان لإرضاء الأفكار التي يُعجب بها والفرص متساوية للأفكار الجيدة والشريرة

 
الاختيار الواعي بيدك أنت وحدك.....فحياتك ستكون نتيجة لتصميمك الفكري الخاص بها

الإيمان وحده يُمكنك من رؤية الطريق الصحيح فهو يرى النهاية بينما الشك لا يستطيع الرؤية أبداً... الإيمان هو النور الذي يُرشد الإنسان إلى الحقيقة أما الشك هو الظل الذي يحجب الإنسان عن الحقيقة.

الايمان ليس اعتقاد أعمى أو اعتقاد مُطلق ولكنه إسلوب عِلمي وعَملي وهو حياة واثقة تُبنى على معرفة وفهم لقوانين الحياة.

 إيمانك بالأمور الخارجة عنك يُضعفك ويَقتل قدراتك بينما إيمانك بذاتك وبصلتك الداخلية مع الوجود يقويك ويرفعك فوق الشك كلما رأيت البراهين أكثر.


الايمان التقليدي في وجود إله واحد أصبح فطرياً وبديهياً فهو مبدأ إيماني قوي ولكنه مفهوم غير كامل ما لم يشمل موقفك المباشر من وجوده فهو يسحب منك قُدرتك في التأثير على حياتك، لكن إيمانك في وجود إله واحد وفي صلتك الداخلية المباشرة معه وفهمك لقوانين هذه الصلة يجعلك عظيماً ومُؤثر رئيسي في حياتك.

من المهم لك معرفة أن حياتك هي تصميمك الذاتي المبني على فهمك الخاص لاتصالك الداخلي مع الوجود. فالأحداث والظروف سوف تظهر في حياتك لتُعطيك إشارة تحثُك فيها على تعديل توجهك للطريق الصحيح.

إيمانك الداخلي الصحيح يجب أن يُعطي النتائج الصحيحة دوماً عندما يُطبق لتحسين حياتك وهذه قاعة ذهبية


يُشكل الايمان قوة داعمة لحياة الإنسان... لا يوجد شيء لا يستطيع الايمان قهره... الخوف والقلق والشك هم حالات غير حقيقية ولكن الايمان هو الحالة الحقيقية الوحيدة وما الخوف والقلق إلا نقص في الايمان، فالإنسان يخاف ويشعر بالقلق لأنه لا يستطيع رؤية طريقه في الحياة فهو يقع في الشك لأنه لا يملك معيار مؤكد عن الحياة فالأحداث والظروف القادمة في المستقبل تُربكه وتجعله غير قادر على اتخاذ أي قرار ولكن

الايمان باسلوب علمي في الحياة يجعلك ترى الطريق بوضوح والأمور المبهمة تصبح واضحة وتشرق شمس الحقيقة لتُمحي ظلام الخوف والشك، فأنت تحصد ما تزرع حتماً وما حياتك إلا انعكاس لرؤيتك الخاصة عنها.. آمن بالحب وتمسك بإيمانك دائماً والحب سوف يأتي إليك حتماً.. آمن بالخوف وتمسك به والخوف سيكون حاضر دائماً معك.


الإيمان بوجود الشر يخلقه ويُنتجه في حياتك ولكن الايمان بالعدالة المقدسة الأبدية وبالحب المستمر يُحرر الإنسان من العبودية لوهم الشر والخوف والقلق.
الاعتقاد بأن الحياة حزينة يجعل حياتك مثالاً للحزن... إيمانك بالسعادة يُنير حياتك بوهجها على الرغم من كل ما تواجهه من متاعب.

إن الناس طيبون وبسطاء جداً لكنهم قد يشوشون موقفك الداخلي بقناعاتهم الخاصة والتي تبدو لهم حقيقية جداً وفي الواقع فهي حقيقية فعلاً ولكن بالنسبة لهم وحدهم، فكل الأحداث والظروف التي يمر بها الإنسان ما هي إلا تجارب تعكس نقص خاص في داخله حتى يتعلم من خلالها الحكمة والطريق نحو الكمال ولكن ما يفعله الأكثرية أنهم يقبلون هذه التجارب على أنها نقائص أو عيوب في الحياة ويروونها للآخرين كأحد أسس الحياة.

فترى الشخص الذي تعرض لخيانة في عمله أو من قبل زوجته يروي للآخرين ويتحدث دائماً عن غدر الحياة وأنها تغيرت وأننا أصبحنا في زمن لم يعد الإخلاص موجوداً فيه وأن الشاطر الذي يكسب وغيرها من الأمور التي نسمعها بين العامة وهو مُتأكد من قناعاته بسبب استنادها إلى واقع يعيشه ولكن ما يراه شخص أخر مختلف تماماً عن رؤيته وذلك بسبب واقع أخر يعيشه فأصدقائه جيدون وزوجته ودودة ولم يشك بها يوماً وكلا الشخصين مُحق في قناعاته ومن هنا فقَدر أنت الكم الهائل من القناعات الناقصة التي يتداولها الناس على أنها حقائق.


الناس طيبون لكنهم قد يصبحون مُدمرين لحياتك إن سمحت لهم بذلك فالتواتر والاختلاف في معتقداتهم يجعل حياتك مثل الكرة التي يدفعها الآخرون بما يُقنعونك به وحتى أُقرّب لك مفهوم هذا الاختلاف فيهم دعنا نعتبر ما يلي:

 إذا كان عندنا عدد من الكرات الحديدية المغناطيسية المتساوية بالقوة الجاذبة والحجم والخواص ومن ثم وضعناها جميعها في صندوق مليء بدقائق مُختلفة من بُرادة الحديد والفولاذ وغيرها من المعادن الغير مُتجانسة في توضعها داخل ذلك الصندوق.
و الآن؛ ماذا ستُلاحظ بعد وضعها في الصندوق؟

إن كُل كرة منها جذبت حولها عدد كبير من البرادة المعدنية المختلفة واكتسبت الكرات أشكالاً جديدة بناءً على التوضع العشوائي للبرادة.
فتظهر لنا الكرات بأشكال جديدة مختلفة عن بعضها في الشكل الظاهر على الرغم من كونها أصلاً متماثلة بالجوهر، والآن:

الجوهر الأصلي للكرات هو الحديد الجاذب ويقابله في البشر الروح الإنسانية التي تتماثل في الجميع والطبقات المعدنية المختلفة التي جذبتها الكرات تُقابل المعتقدات المختلفة التي قبلها الناس كحقائق عامة من خلال تجاربهم الخاصة.
فالبشر مشتركون بالجوهر الروحي لكنهم مختلفون في أساليب التفكير وفي المعتقدات التي تستند على ما يواجهونه من أحداث في حياتهم.
يرى الناس الأمور والأحداث من منظارهم الخاص والذي يستند على معتقداتهم وخبراتهم الخاصة فإن قبلت أنت وجهات نظرهم وتأثرت بأفكارهم المتداولة وخصوصاً السلبية منها فأنت تقوم عبر ذلك بنقل ذلك النقص السلبي ليصبح جزء من حياتك وهذا بالضبط ما أنت في غنىً عنه.

و على الرغم من اختلاف معتقدات الناس حول الكثير من الأمور إلا أنهم متماثلون في الجوهر ومتساوون فطرياً في رغبتهم نحو الحياة فهم يملكون بداخلهم مبدأ الحياة الداخلي نفسه كما كانت تملك الكرات المغناطيسية نفس الجوهر الجاذب ولديهم شغف الحياة ذاته ونُلاحظ تأثيراته في رغباتهم الداخلية بشكل قوي.
البشر جميعاً وبشكل لاواعي يملكون رغبات مماثلة لرغبات الحياة ذاتها.. فهم يرغبون بما ترغب به الحياة.. وبماذا ترغب الحياة؟

الحياة تبحث عن التعبير أكثر وأكثر في داخل كل كائن، ترغب الحياة بأيدي تتدرب لتبني المباني الشاهقة التي تعكس عظمة الوجود وترغب بالأيدي المتمرسة لتعزف الموسيقى المنسجمة الرائعة حتى تتكلم عبرها... ترغب الحياة برسم اللوحات الفنية المعبرة وبصنع المعجزات الخالدة وبإظهار الأشكال الجديدة والأشياء الجديدة فهي تبحث عن التعبير من خلال البشر وعبر مواهبهم الممنوحة لهم.... هي تُريد أولائك الذين يستطيعون عزف الموسيقى الرائعة وأولائك الذين يستطيعون تقدير الجمال لكي يُحيطوا أنفسهم بأشياء الجميلة... هي تُريد أولائك الذين تعلموا حتى يستخدموا معلوماتهم في خلق المخترعات واستخدامها بمهارة.. هي تُريد أشخاص يقدرون اللباس ليكتسوا بشكل أنيق وأولائك الذين يقدرون الطعام الجيد ليأكلوا بشغف ولذة....

هي تُريد كل هذه الأشياء والأمور لأنها ذاتها التي تتمتع بها وتُقدرها... والحياة هي فكر الوجود... إنه الوجود الذي يُريد كل هذه الرغبات وإلا لما وجدت أصلاً.. هو الذي يريد العزف والغناء والتمتع بالجمال وارتداء الملابس وأكل الطعام الجيد اللذيذ وإظهار المخترعات والموجودات الجديدة... إنه الوجود الذي يعمل في داخلك ويرغب عبرك... هو الجوهر الصافي الذي يشترك به جميع البشر.
يشترك البشر جميعاً في شغفهم نحو الحياة ونحو الصحة والحب والجمال والقوة والانجاز وهو شغف قوي دفين في داخلهم تحت طبقات المثاليات الواهية التي اكتسبها أغلبهم لكنه أقوى من أي شيء أخر وهو يدفعهم نحو المزيد دائماً ويبحث عن التعبير أكثر وأكثر في حياة كل إنسان.

الحياة هي شغف دائم... تفاؤل وتوقع ايجابي أكيد... هي إيمان مُستند على عِلم.. هي معاني وتوجهات جريئة... هي سعادة وطموح وشهوة نجاح... وكل ما يعمل ويساعد على توسعها فهو موافق لها وكل ما يعمل على تضييقها وتقييدها فهو غير مناسب وتعمل على إزالته حتماً.

التوجه الفكري السلبي والتشاؤم... الحزن والكآبة... الشك وعدم اليقين... الخنوع والخضوع... الشكوى واللوم.. كل هذه الأشباح هي حالات لا تتوافق مع الحياة لذلك فالأشخاص الذين ينغمسون في هذه الأمور معرضون للوحدة وللمرض التدريجي وللموت في أكثر الأحيان.

تخرج قوة الحياة من الإنسان المتشائم والحزين بشكل تدريجي وتسكن في الإنسان المتفائل والسعيد ونرى علامات توجه الحياة على وجه وجسد كل منهما بوضوح.
الكآبة جريمة تُعاقب عليها الحياة بسجن صاحبها في المستوى المتدني للمعيشة فكل شخص كئيب يبتعد الناس عنه وتهرب الحياة منه شيئاً فشيئاً.

ليس هناك مكان في الحضارة للإنسان اليائس أو الكئيب، لا أحد يرغب بالعيش معه وذلك لأن كل شخص سوف يشعر بالضغط لدى حضوره والكل سيحاولون الابتعاد عنه لأنه لا يوجد مرض معدي أقوى من الكآبة.

الخوف والقلق والكآبة.. هي قوى الظلام وأفضل طريقة لإزالة الظلام هي ملئ الحياة بالنور وأفضل طريقة لمنع الخطأ هي ملئ العقل بالحقيقة ولإبعاد الجهل هي ملئ العقل بالعِلم ولمنع القبح يجب تأمل الجمال ولنتخلص من الحامض يجب تذوق الحلو فالأفكار المتعاكسة لا تستطيع أن تشغل عقلك في نفس الوقت.

لذلك إذا أردت العيش بانسجام مع الحياة فعليك العمل وفق قوانينها وميولها.. ركز على الجمال الحب والأمان..أشعل وهج الحياة بالشغف للأفضل والانشغال بالأحسن.. تحدث عن السعادة والأمان واسعى لكل شيء يظهرهم ويشعرك بهم.. انشغل بالجيد يختفي السيء.. تجنب الحزن والخوف والقلق.. لا تلتفت لأسبابهم.. ليس لك علاقة بهم فهم لن يفيدوك أبداً.. إياك والاستماع للأغاني الحزينة لا تدعهم يسحبوك إلى مستنقع الفشل العاطفي الوهمي.. كل أغنية حزينة هي تجربة خاصة بكاتبها ومشروع مالي لمُغنيها فقط فهي لا تمثلك.. أنت أفضل من ذلك.. لا تقرأ الأدب المتشائم ولا تُشاهد المسلسلات والأفلام الكئيبة التي تولد الحزن والبؤس وتأكد أن كل ما تهتم به وتنسجم معه فهو سيُنتج حالة مماثلة لنوعه في حياتك.